لم ينفك حديث الشارع عن الجهاد الإسلامي طيلة الأيام الماضية عن المهرجان الضخم الذي أقامته بذكرى مؤسسها الدكتور المعلم فتحي الشقاقي - رحمه الله - لم ينتهي الشارع من الحديث عن الجهاد الاسلامي ومهرجانها حتى جاء أمر أخر يتعلق أيضاً بالجهاد الإسلامي , وبكل تأكيد كنا نتابع كما كان يتابع الجميع الأخبار المتتالية والمتتابعة هذا الموضوع الذي يتعلق بخصوص عرض قدمته حكومة غزة بقيادة وزير داخليتها فتحي حماد على الجهاد الإسلامي بانضمام ثلاثة ألاف عنصر من الجهاد الإسلامي لحكومة غزة .
خبر تعدى صفحات المواقع الالكترونية والمنتديات والشبكات, حتى أصبح حديث الشارع الغزاوي بخصوص هذا العرض (المغري) .!
وقد انتشر هذا الخبر وهذا العرض المغري كانتشار النار في الهشيم, تفاصيل متعددة وروايات كثيرة تحدث بها الكثير من أبناء الشارع سواء عبر محادثاتهم عبر المنتديات أو في الشارع والمقاهي والمنتزهات والحارات والأزقة .
هناك من قال بأن الجهاد الإسلامي رفض هذا العرض كما أوردت بعض الصحف هذا الرفض, وهناك من قال بأن الجهاد الإسلامي وافقت وبالفعل أرسلت الأسماء لوزارة الداخلية, وهناك من ذهب أكثر بالتفكير وقال بأن الجهاد لاتزال تدرس بالموضوع ولم تبدي قرارها بعد.!
وفي خُضم مايجري كان يجب أن نستقصي الأمر ونبحث عنه ونعقب عليه, حيث بعد المتابعة والبحث وصلنا الى أمر مفاده , أنه بالفعل عرضت حكومة غزة والتي تديرها حركة حماس عرضاً على حركة الجهاد الإسلامي بأن تقوم الجهاد الإسلامي بفرز حوالي ثلاثة ألاف من عناصرها للانضمام الى حكومة غزة .
هذا الخبر ولكن الأمر يحتاج الى توضيح وتعليق وهو أن حركة الجهاد الإسلامي ومجاهديها في سرايا القدس الذي يأبوا أن يعطوا الدنية في دينهم يرفضوا أن ينضموا إلى حكومة سقفها اتفاقية أوسلوا, أو الإنضمام إلى حكومة تؤمن بالجلوس مع حاخامات يهود تحت مسمى مؤمنين بالسلام, أو حكومة تتحاور وتجلس مع الرئيس كارتر رئيس أمريكي أسبق قاتل المسلمين في جمهورية مصر العربية, أوالجلوس مع قادة الحكومة الروسية الذين لايألوا جهداً في قتل النساء والرجال في الشيشان وأغتصاب أخواتنا هناك, فليس معقولا أن نعيش في انفصام شخصية, ندعو هنا في مساجدنا بالنصر للشيشان, ومن ثم نجلس مع من يقاتل أهلنا في الشيشان ونقول أن مايحدث هناك هو شأن داخلي !
نعود الى العرض الذي قدمته حكومة حماس بغزة الى حركة الجهاد الإسلامي – إن هذا العرض هو أقل مايوصف بأنه عرض سافل ومنحط وعرض لم يحسبه جيداً من قام بطرحه على حركة الجهاد الإسلامي لأنه كما يبدو لم يصل من طرح هذا العرض الى تفكير ومنهج حركة الجهاد الإسلامي ومبادئها التيربت أبنائها عليها .
عرض مرفوض شكلاً ومضموناً:
إن هذا العرض المرفوض شكلاً ومضموناً الذي تعرضه حكومة غزة هو لذر الرماد في العيون خاصة وأن التحليل والمنطق والعقل يقول أن هذا العرض لم يكن لولا أن حكومة حماس تعيش في مأزق كبير جداً وهو أنها بعد مايقارب خمسين يوماً ستصبح في خبر كان من الناحية القانونية والشرعية التي تتغنى بها, بخصوص المجلس التشريعي وخلافه من المسميات والمصطلحات السياسية التي أفرزها أتفاق أوسلوا الأسود , فحماس ستضغط وبقوة على الأخوة في قيادة الجهاد الاسلامي بالداخل والخارج لكي يوافقوا على هذا العرض حتى تقوم حماس بعد إنتهاء شرعيتها بالمجلس التشريعي بالحديث أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بأنها ليست حكومة حماس, بل هي حكومة المقاومة والدليل أنها تحتوي بداخلها عناصر كُثر من الجهاد الإسلامي ورغم أن الجهاد لايؤمن بالدخول في إنتخابات سقفها أوسلوا , إلا أنهم هاهم عناصر الجهاد ضمن هذه الحكومة التي هي حكومة مقاومة وليست حكومة حماس ! (هذا ماسيقوله قادة حماس )!
هذا الحديث وهذا الترويج ما تريده حماس من خلف هذا العرض, كما يجب أن نأخذ بعين الإعتبار أن حماس بإعلانها عن فتح باب الإنتساب للدخول في الشرطة وفي هذا الوقت بالذات فهي تشعر بحجم الأزمة الداخلية والخارجية التي تعيشها, فهي من جانب تريد أن تحشد في إنطلاقتها القادمة , ومن جانب آخر تريد أن تحشد الأصوات في الإنتخابات القادمة على فرض أن الإنتخابات أصبحت أمر واقع مفروض على حماس .
ربما يتساءل أحد الساذجين كما سمعنا أنه يوجد عناصر من الجهاد الإسلامي يعملوا في حكومة (دايتون) كما يُقال, ولماذا ترفض الجهاد الإسلامي الدخول في حكومة غزة وعناصرها في حكومة الضفة ؟
الإجابة بسيطة جداً هي أن عناصر الجهاد الإسلامي لم يكن لهم أي تواجد في حكومة الضفة أو حكومة غزة, ولكن هناك من انتموا للحركة في بداية هذه الانتفاضة وهم يعملوا في حكومة الضفة وهذا هو عملهم الأساسي ولم تطلب منهم الحركة ترك عملهم, ولكن مربط الفرس هو أنه لم يكن ولم يُسجل تفريغ لعناصر الجهاد الإسلامي في أجهزة السلطة التي أقامتها حركة فتح, وكذلك د في أجهزة السلطة التي أقامتها حماس .
ربما يستغرب القارئ الكريم كيف لأبناء هذه الحركة يرفضوا التوظيف بينما يعانوا الويل في تسيير أمور حياتهم, وقد يستغرب القارئ كيف لأبناء الجهاد الاسلامي يرفضوا هذا العرض بينما يتهافت آخرون ولربما من حركة فتح للدخول في حكومة غزة من اجل كسب الرزق وتوفير لقمة العيش وتسيير أمور حياتهم, ولكن نرد على هذا وذاك ونقول بأن منهج الجهاد الإسلامي هو منهج ثبات لاتراجع,وفكرهم فكر صافي لا تشوبه شائبة, ونكرر تجوع وتموت الحرة ولا تاكل من ثديها .!
من هنا نطلقها من الأعماق للأحبة الإخوة في قيادة حركة الجهاد الإسلامي وعلى رأسهم الأمين العام الدكتور المجاهد قائد السفينة / رمضان عبدالله شلح - حفظه الله – أن لا يلتفت لهذه الإغراءات ومايعرض عليه – نحن على يقين تام وعلى حسن الظن و الثقة بكم بأنكم لن توافقوا على تكريس حالة الإنقسام وتكريش مشروع أوسلوا, ولكن حديثنا هذا هو فقط من باب التذكير, ونؤكد بأن عناصر الجهاد الإسلامي يبايعون قائدهم الدكتور فتحي الشقاقي للمسير على نهجه بقيادة الدكتورالمجاهد رمضان شلح , ونؤكد أنه بإذن الله تعالى أن عناصر ومناصري حركة الجهاد الاسلامي هم الذين بايعوا محمدا على الجهاد ماحيوا أبدا
نقلاً عن شبكة حوار بوابة الأقصي التابعة لحركة الجهاد الإسلامي .