بعد المفاوضات السرية :: التزواج السياسي بين حماس وموفاز

أمد / تقرير إخباري /بالأمس القريب طلّ علينا مهندس الاغتيالات، ومن دلت عليه اعترافات ضباطه في وقت سابق بأنه كان يصدر تعليماته خلال انتفاضة الاقصى بضرورة قتل سبعين فلسطينياً كل يوم 'انه وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق' شاؤول موفاز، يطل علينا هذه المرة بعرض جديد-قديم بخطة سلام يقول بانه بلورها خلال نصف عام وتقضي بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة على 60% من الضفة الغربية خلال عام واحد، على ان يتبع ذلك مفاوضات حول قضايا الحل الدائم.

العرض الموفازي لم يكن موجه لطرف فلسطيني مفاوض هذه المرة، او لوسيط عربي او دولي في الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني، بل موجهٌ لطرف لم تكد تشرق شمس نهار وتغيب الا وابواقها وأدواتها الاعلامية مسخرة للتنديد والقذف والتشهير بكل مفاوض فلسطيني يجلس والطرف الاسرائيلي على مائدة مفاوضات، بالتأكيد هذا الطرف هو حركة حماس هذه المرة.

الرد الحمساوي على العرض الموفازي جاء سريعاً، فالحركة على ما يبدو كانت على موعد سابق مع هذا العرض، فالرد كان جاهزاً، والناطقين باسمها لم يكلوا ولم يتعبوا من الحديث مع وسائل الاعلام حول تفاؤلهم بهذا العرض، خاصة فيما تحدث حوله مشير المصري مع صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية في ان تصريحات موفاز تطور يستحق الالتفات اليه .

تخيلوا لو لم يكن هذا العرض موجه لحركة حماس، 'لقامت وقعدت الدنيا' ولم تبخل جزيرة حماس القطرية في ان تكرس وقتاً من فضائها للتشهير بالطرف الاخر (السلطة الفلسطينية).لكن هذه المرة لن تفعل هذا، فالعرض الاسرائيلي يكشف الى حد بعيد ما كانت ترمي اليه منذ وقت طويل حول قبولها بمحتوى العرض.

وهنا لن ننسى ما تحدث به رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في مقابلة صحفية نشرتها صحيفة الايام الفلسطينية في الثاني من ابريل العام الماضي والذي قال فيها علانية بأن حركته تعترف بحدود حزيران 67 للدولة الفلسطيني

ان المتتبع لمنهجية تفكير حماس يدرك عمق الاستجابه من قبلها للرؤية الاسرائيليه الاستراتيجيه فى كيفية معالجة الصراع الفلسطينى الاسرائيلى وعمقه العربي والاسلامى، ان هذا التزاوج فى الرؤية السياسيه لمفهوم حل الدولة ذات الحدود المؤقتة والهدنة الطويلة الامد التى ما انفكت قيادات حماس عن ترديدها هى التى انتجت المشروع الموفازى الجديد من رحم انقلابها الدموى الذى مزق وحدة الشعب والجغرافيا الفلسطينية، واعلن حربه على وحدانية التمثيل الشرعى للمؤسسات الفلسطينية وخاصة رأس منظمة التحرير الفلسطينيه وشخص الرئيس محمود عباس والتى بلغت ذروتها مؤخراً ماهى الا مقدمة لمشروع موفاز ولكن الرئيس عباس كان يدرك ماهية هذا التزاوج ما بين حماس واسرائيل ومخاطرة الكارثية على مستقبل الشعب الفلسطينى وقضيته الوطنية وما الحوارات السرية التى تدار هنا وهناك وفى العديد من العواصم مع قيادات حماس وتراجع الموقف الامريكى وتبنيه للموقف الاسرائيلى فى موضوع الاستيطان والمفاوضات ما هو الا نتاج طبيعى للمقدمات التى تفرضها حماس وفق اجندتها الخاصة واجندة مرجعياتها الاقليمية والدولية التى تخدّم على المشروع والرؤية الاسرائيلية من اجل مصالحها ، ولكن الشعب الفلسطينى سيسقط كل المشاريع التى لا تلبى حقوقه الوطنية وخاصة مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة والهدن الطويلة الامد كما هو حال الهدنة المجانية التى تفرضها مليشيات الانقلاب فى قطاع غزة وهى نموذج لأدعياء المقاومة والجهاد.

ولقد اكد الرئيس عباس مرارا وتكرار الرفض المطلق لهذة المشاريع التى تنتقص بل تعنى التخلى عن الثوابت الوطنية التى تتغنى بها حماس قولا لا فعلا لانها تعتقد ان استمرار امارتها الظلامية قادم من ثنايا المشاريع الاسرائيلية وها هو مشروع موفاز يستجيب لاستحقاقات التزاوج فى المصالح فيما بينهما ، وحماس تعتقد ان خلاصها من الاستحقاقات الداخلية سواءالانتخابات او انهاء الانقسام هو بالذهاب بعيدا صوب الاحتضان بالشيطان والقبول بفتات الحوارات السرية ومشروع موفاز الوهمى مقابل امارتها وحكمها الراشد الزائل حتما مع المشروع الموفازى